عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد الرّافعي الطرابلسي (1882 - 1964) م.
فقيه وقاضٍ، متصوف نقشبندي، أديب وشاعر لبناني، وُلد في مدينة صنعاء بولاية اليمن العثمانية في 17 أغسطس 1882 (3 شوال 1299 هـ)، حيث كان والده يشغل منصب رئيس محكمة استئناف الحقوق. ينتمي إلى أسرة الرافعي التي يُعد جده الأعلى، عبد القادر الرافعي، أول من لُقِّب بهذا الاسم، ومنها تفرّعت أسرة الرافعية في مصر والشام. ويتصل نسبه من جهة الأب إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب، ومن جهة الأم إلى السادة الكيالية الهاشمية في حلب.
نشأ وتعلّم في طرابلس وبيروت، ثم تابع دراسته في مدرسة الحقوق بالأستانة، غير أنه لم يُكملها لأسباب عائلية. انتقل بعد ذلك إلى مصر، حيث درس على يد الشيخ محمد عبده علوم التفسير، ونهل من علماء الأزهر مثل حسين المرصفي ومحمد بخيت المطيعي.
حاول إصدار صحيفة باسم "باب النصر" في حلب عام 1906، لكنه لم يوفق في ذلك، فعاد إلى طرابلس عام 1907 واشتغل بالمحاماة. انتقل للعمل في السلك القضائي في مدن نابلس وبيروت ودمشق، كما درّس اللغة العربية في مدارس عصرية وكليات متعددة، منها المدرسة العثمانية ببيروت.
في عام 1916، اعتُقل من قبل السلطات العثمانية بتهمة معاداة الدولة والتعاون مع الثورة العربية، وسُجن نحو عامين. بعد الحرب، أطلق سراحه وتابع عمله في المحاماة والتدريس والقضاء في مناطق عدة من لبنان. وفي عام 1948 انتُخب مفتيًا لطرابلس، وقلّده عمامة الفتوى السيد الحاج عبد الله الغندور.
وُصف بأنه "مجدّد الأدب الروحي في دنيا العرب"، واقتصر في شعره على مدح النبي محمد، متأثرًا بأزمة نفسية مرّ بها، جعلته يتوجه نحو الزهد والتصوف، ويعتبر مدح الرسول بابًا للهداية ودليلًا على الإيمان واليقين.
له عدة مؤلفات أدبية ودينية، منها:
«أساليب العرب في الشعر والرسائل والخطب»
«الغضبة المضرية في القضية العربية» (أو: «القضية المصيرية في القضية العربية»)
«مناجاة الحبيب»: ديوان شعري يضم أكثر من اثني عشر ألف بيت في مدح النبي محمد
«الحرب العامة أو اليتامى والأيامى»: قصيدة مطولة
توفي في طرابلس سنة 1964 (1384 هـ)، وقيل سنة 1962 (1381 هـ).